Breaking

الأحد، 6 أبريل 2025

نظرية التأظير.. نظرية تحجيم القرار وتوجيهه في المشهد السايسي بشكل خاص

نظرية التأظير وتوجيه القرار في المشهد السياسي

نظرية التأظير (Framing Theory) تشير إلى الطريقة التي يتم من خلالها تقديم المعلومات لفرض فَهم محدد للمواضيع والقرارات، حيث يتم تزويد الأفراد بالإطار الذي يصوغ طريقة تفكيرهم واتخاذ قراراتهم. يرتبط التأطير ارتباطًا وثيقًا بالتحيزات المعرفية، مثل تفضيل القرارات المبنية على مكاسب أو خسائر، مما يؤثر بشكل خاص على السلوكيات السياسية.



تأثير التأطير يشير إلى أن الخيارات تُعرض عادةً بشكل إيجابي أو سلبي. فحينما تُعرض الخيارات في إطار إيجابي، مثل "إنقاذ الأرواح"، يميل الناس إلى تجنب المخاطر. لكن عندما تُعرض في إطار سلبي، مثل "المخاطر المحتملة"، يميل الأفراد إلى البحث عن المخاطر. هنا تكمن القوة الحقيقية للتأطير في السياسة: فهو يمكن أن يوجه نتائج استطلاعات الرأي ويؤثر في كيفية استقبال الجمهور للأحداث والمواقف السياسية.

وفقًا لنظرية الاحتمالية، فإن الخسارة تؤثر بشكل أكبر على اتخاذ القرار من المكاسب المتساوية في الحجم. ولذلك، يميل الأفراد إلى تجنب الخسائر المحتملة بشكل أكبر من البحث عن مكاسب متوقعة. لذلك، قد تؤدي طريقة عرض المعلومات إلى نتائج مختلفة تمامًا وفقًا للإطار الذي يُعرض فيه.

في المجال السياسي، يستخدم القائمون على استطلاعات الرأي ومنظمو الحملات هذه النظرية لتوجيه الرسائل السياسية. من خلال التأطير الصحيح، يمكن للمؤسسات السياسية التأثير في ردود فعل الأفراد حول قضايا معينة، مثل القضايا الاقتصادية أو القرارات الحكومية.

كما أن نظرية التأظير تظهر في الحركات الاجتماعية، حيث يتم استخدام هذه الاستراتيجيات لتوجيه اهتمام الجمهور نحو قضايا معينة بشكل يحفز اتخاذ قرارات اجتماعية أو سياسية. ومع ذلك، يتعين الحذر في تطبيق التأطير في استطلاعات الرأي، حيث إن استخدام الإطار الأحادي قد يؤدي إلى تحريف النتائج وتقديم استجابات متحيزة وغير موضوعية.

خلاصة: نظرية التأظير هي أداة قوية في تشكيل القرارات السياسية والاجتماعية من خلال كيفية تقديم المعلومات والإطارات المتاحة لها. وعند استخدامها بطرق منضبطة يمكن أن تساعد في تحقيق نتائج أكثر دقة ومفيدة في تحليل الجمهور واتجاهات الرأي العام.

أمثلة على تأثير نظرية التأظير في السياسة:

  1. السياسة الاقتصادية: في ظل عرض خطة اقتصادية من الحكومة، قد يتم التأطير على أنها "فرصة للنمو الاقتصادي" في الإطار الإيجابي أو "تحدي اقتصادي قد يؤدي إلى صعوبات" في الإطار السلبي، مما يؤثر في ردود فعل الجمهور.

  2. الاستفتاءات السياسية: عند طرح مسألة قانونية، مثل قانون الزواج المثلي، يمكن تقديمه على أنه "حق للمساواة" (إطار إيجابي) أو "تهديد للقيم التقليدية" (إطار سلبي).

  3. الحروب والصراعات: تقديم الحروب كـ "دفاع عن الوطن" في إطار إيجابي أو "تهديد للحياة البشرية" في إطار سلبي، يؤثر في كيفية تفاعل الأفراد مع الوضع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق