هل حقا برينتوت تارانت هو من نفذ مجزرة نيوزلاندا في حق المسلمين

فجعنا جميعا بخبر مجزرة في نيوزيلاندا بتاريخ الجمعة 15 مارس 2019 قام بها ونفذها مختل ومريض ومدعي اسمه "برينتوت تارانت"..
استرالي لأبوين بريطانيين.. نشر بيان حول معتقداته من 94 صفحة على حسابه الشخصي على منصة فايسبوك وبطبيعة الحال لم يلتفت له ولم يحظى باي زخم الا بعد ان ثبت على رأسه كاميرا من نوع "جوبرو" وبدء بث مباشر عبر فايسبوك وهو يفتح صندوق سيارته امام مسجد في مدينة " كرايست تشيرش" بشارع دينز، لنجد بندقيتين وعدة خزن للطلقات ويتحرك بمنتهى البرود ويتوجه الى المسجد ويقتل اي شيء يتحرك امامه لتكون المحصلة 49 انسان قتلوا بوحشية وعنصرية وهمجية لا ترى في وثائقيات جيوش الاحتلال ابان الحربين العالميتين الاولى والثانية.. هذا في الفيديو الذي صوره بنفسه فقط .. بينما المحصلة النهائية 100 انسان ما بين قتيل وجريح.. فهذا الهمجي المتعصب المتبنى لتوجهات وافكار كتلة اليمين المتطرف وسياسة معاداة المهاجرين.. ظل يدور ويقتل من قتلهم مرة اخرى وكأنه في لعبة فيديو.. ولم ينتهي الامر بهذا الهجوم بل نفذ هجوم اخر في مسجد اخر بشارع لينوود وقتل اخرين حول المسجد وكل ذلك في دقائق اثناء صلاة الجمعة..
في ثاني يوم السبت 16 مارس امتلأت الصحف بين يدي بعبارات التنديد والحزن على لسان.. ترامب، اليزابيث، ماي وماكرون وغيرهم بالإضافة لتعليقات بعض الرؤساء العرب هذا بخلاف رصد المجزرة على صفحات كل الجرائد كخبر مهم معالج بأكثر من طريقة كتابية ولكن.. هل هو مجرد خبر باع المزيد من النسخ؟ هل هو مجرد خبر وضع اسماء مشاهير السياسة الدولية بين سطور قضايانا؟
ولكن اين من الاساس سطور قضايانا! اليس من المضحك حقا ان ترامب نفسه الذي اعلن كرهه للمسلمين هو الذي يندد اليوم بمجزرة لقتل المسلمين الامنين وهم يصلون!!
ما نشره هذا الاهوج حول افكاره قبيل القيام بمجزرته لا اقتنع به.. ما قاله هذا المريض لا اصدقه.. كل الزخم الدبلوماسي الذي ربما يحدث حول الموضوع لن يؤثر في او يقلل فاجعة ما حدث.
فقط نتخيل لجزء من ثانية.. ان هناك مختل اخر نفذ هجوم بهذه البشاعة في مصر قاصدا ضرب جنسية معينة او معتنقي عقيدة معينة.. فياله من سيل التنديد بالإرهاب من كل الدوائر السياسية العالمية على مصر وساستها وشعبها واهلها وعلى العرب ككل في الاغلب.. سيقول البعض ان مهمة البحث والتقصي هي لجهات واجهزة امنية معينة وان هناك دبلوماسية وسياسة دولية تحجم وتحدد ردود الافعال بين الدول.. والسؤال.. هل المكيال واحد؟ هل الندية واحدة؟ هل المعايير في تقييم الانسان واحدة؟ هل الانسان المعتنق للإسلام والبعيد عن وطنه متساو مع غيره؟
ساسة الولايات المتحدة دمروا العراق في 2003 ونهبوا بترولها وشتتوا قوتها العسكرية الضاربة وفتحوا نوافذ الخلاف المجتمعي والسياسي الداخلي كي تبقى ضعيفة وبعدها اعلنوا اعتذار.. هكذا فعل الناتو في ليبيا وقدم اعتذار.. وقبلهم فعلت فرنسا في المغرب العربي وقدمت اعتذار.. هل يخفى على احد ان داعش صناعة امريكية.. هل يخفى على احد ان اسرائيل تمد اصابعها في عمق القارة الافريقية بأكثر من طريقة وطريق.
مجزرة كرايست تشيرش نيوزيلاندا ليست مجرد حادثة عابرة لاحد المختلين الممتلئين بالتعصب والجهل الفكري والاجتماعي وانما اكثر من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق