Breaking

الخميس، 21 مارس 2019

تعريف الفكرة والعقيدة

الفكرة
الفكرة : هي كل ما يتردَّد على الخاطر من آراء بالتأمل والتدبر، وما يخطر في العقل البشري، من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث، فالفكرة هي نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري فقدرة الإنسان على توليد الأفكار يترافق مع قدرته على الإستنتاج والتعبير عن النفس، والأفكار هي ما يولد المصطلحات، التي تشكل أساس أي نوع من أنواع المعرفة سواء كانت نوع من أنواع العلوم أو الفلسفة.

الأفكار هي مجموع العوامل التي يكتسبها الفرد في حياته، من الحياة نفسها طالما أنه ما زال على قيد الحياة والإنسان ما هو إلا مجموعة من سلسلة أفكار تتحول لسلوك إنساني ومنها تتبلور شخصية الإنسان، فعن طريق بلورته لتلك الأفكار تتبلور شخصيته.

تعتمد الأفكار على تلك المولدات التي يقوم بها العقل عند استقبال حدث ما، حيث يتم بلورة الحدث في اللاشعور إلى فكرة طريحة يتم إهمالها في العقل الباطن إلى أن تتولد فكرة جديدة أو حدث معين يظهرها في ثوبها الجديد، والإنسان ما هو إلا مجموعة من الأفكار التي تتحكم في سلوكه وتصرفاته، ويقوم علم النفس التحليلي على مبدأ التحليل العملي للأفكار النفسية والمكتسبة في الحدث النفسي والصدمي والذي من خلاله يتم التعرف على تلك الفكرة المولدة للتوتر النفسي والذي يتم به العلاج النفسي. مع العلم أن العقل والقلب يمكن أن يكونا مترادفين في المعنى والأفكار هي مزيج المشاعر بين القلب والعقل

تعتمد قوة الفكرة التي من الممكن أن تؤثر في حياة الإنسان على مبدأ الخبرة الفعلية في حياة الفرد، تنقسم الأفكار إلى أفكار سلوكية وأفكار نفسية أي أفكار مؤثرة في حياة الفرد، أما الأفكار التي تؤثر في حياة الإنسان فهي تلك الأفكار التي تتولد نتيجة اكتساب الفرد لمجموعة الخبرات الانفعالية في حياته العملية، أما الخبرات النفسية التي تتحول إلى مرض نفسي فهي تلك الأفكار التي من الممكن أن تقهر حياة الفرد أحيانًا بحيث تحوله إلى مريض نفسي.
الإنسان ما هو إلا مجموعة من الأفكار النفسية التي من الممكن أن يستفيد منها أو لا، وتتوقف خبرات الأفراد على محصلة الاستفادة من تلك الخبرات التي يتم الإستفادة منها في محيط حياة المرء، والإنسان العاقل فهو ذاك الإنسان الذي يستفيد من كل الأفكار التي يتعرض لها في حياته، وأحيانا يتعرض الإنسان لخبرات مؤلمة في حياته، أما الإنسان القوي فهو ذاك الإنسان الذي يتحكم في مدى تأثير الفكرة في حياته.

العقيدة
الاعتقاد هو الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. والجمع: عقائد. وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به من الأفكار والمبادئ؛ فهو عقيدة، سواءٌ؛ كان حقاً، أو باطلا، وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الاعتزاز برأي معين. يتداخل مصطلح العقيدة مع مفاهيم أخرى مثل الإيديولوجيا والعقائد الدينية والإيمان، يكون تبني العقيدة عن طريق الإدراك الحسي، الاستنتاج، الاتصال مع الأفراد ومن تلقين سلطة معينة؛ وعندما يجزم الإنسان ويقطع بعقيدته ويتعصب لمبادئه أو آراءه ولا يقيمها موضوعيا أو يناقشها، ولا يقبل برأي مخالف ويغض النظر عن الحقائق والأدلة فتسمى تلك بالجزمية أو دوغما، ويستخدم في العربية مصطلح العقيدة العسكرية للإشارة إلى مُجمل المبادئ الأساسية الملزمة التي تتخذها القوات العسكرية لإنجاز مهامها.

هناك تفسير آخر للعقيده، وهو المرتبط بالجانب العسكري منها، وهي تلك المفاهيم، والأفكار التي عقد الإنسان عليها قلبه، وجازما بها، وأنه متفق عليى أهميتها وصحتها لفترة زمنية معينة، وهي تتطلب الحكمة في التطبيق، لذا فلا يمكننا القول إنها غير قابلة للشك، بل تخضع للتدقيق، وبصورة مستمره، لذا فهي خاضعة للتطوير، والتحديث، حيث أنها إطار عام من المفاهيم، وليست خطا قاطعا كما يتصور الكثيرون، وإذا لم تخضع للتحديث، فإنها بذلك تصبح غير ذات فائده واهمية، وتكون غير قادرة على مجارات متغيرات الزمن منذ ولادتها. وإذا لم تخضع للتطوير فإنها تصبح ما قد نسميه بالمذهب.وينتفى عنها لقب العقيدة. أما الإسلام فهو دين. وهو يختلف عن ما نقصده بالعقيدة. كذلك فالاعتقاد اصطلاحا في شريعة الإسلام عند أهل السنة والجماعة هو: كل ما دنت به لله فقد اعتقدته، ولا ينحصر الاعتقاد في الأمور المجزوم بها فقط، بل يكون في غلبة الظن، وحصر أمور الاعتقاد في اليقينيات فقط هو منزع المتكلمين أي أهل الكلام لأن الصلاة التي هي عمود الدين يجوز أن تأدى والمسلم قد طرأ عليه شك في طهارته كما في صحيح مسلم " فلا ينصرف حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا " فتكملته لصلاته صار من غلبة الظن ولم يعد من اليقين لأنه شك في طهارته.

ويعد كتاب " العقائد الكبرى بين حيرة الفلاسفة ويقين الأنبياء" للمفكر الكبير أ.د. محمد عثمان الخشت دراسة فريدة متعمقة مقارنة للأديان بحثا عن فلسفة جديدة للدين تجيب على أسئلة الحائرين والمتشككين في موقف لا يخرج عن عقيدة السلف؛ حيث يقوم المؤلف بتقديم تحليل نقدي جريئ للقضايا الإيمانية الشائكة التي يتناولها فلاسفة الدين، مثل: الألوهية، الوحي والنبوة، المعجزات، ماهية العبادات ووظيفتها، مشكلة الشر، الحياة الآخرة.. بالمقارنة مع الفلاسفة الذين قدموا فلسفة خاصة للدين مثل: ديكارت، وسبينوزا، وليبنتز، وهيوم، وكنت، وهيجل، وجيمس، ووايتهد، وبرايتمان، فضلا عن المقارنة الشاملة بين عقائد الأديان وتصورات الفلاسفة من كل عصور الفلسفة. ولذا يعد هذا الكتاب المثير أحد العوامل الرئيسية للخروج من دائرة التفكير الأسطوري في طبيعة العلاقة مع الله. ونجح أ.د. محمد عثمان الخشت بهذا الكتاب في أن يكون حلقة مهمة للانتقال من التقليد إلى الاجتهاد، ومن الاتباع إلى الاستقلال، ومن منهج حفظ المتون إلى منهج نقد الأفكار؛ سعيا لتكوين رؤية علمية للكون والحياة. وذلك لإتباعه منهجية علمية صارمة، تقتفي معالم المنهج العقلاني، والنقدي، والمقارن. وتعد الرؤية النقدية التي طرحها الدكتور الخشت في هذا الكتاب تأسيسا جديدا للإيمان في مواجهة التشككية المفرطة لما بعد الحداثة، لاسيما أنه تحرك من موقع جديد ضد حيرة الفلاسفة وضد الفكر الديني الغائم أيضا دفاعا عن عقيدة التنزيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق