Breaking

الجمعة، 18 أبريل 2025

تعريف الوجودية افكارها ومعتقداتها

تعريف الوجودية وأفكارها ومعتقداتها

الوجودية هي اتجاه فلسفي يركز بشكل كبير على قيمة الإنسان وتفرده. يتم التأكيد فيها على الحرية والإرادة الفردية والاختيار الشخصي. الفلسفة الوجودية هي فلسفة عن الذات أكثر منها فلسفة عن الموضوع، إذ تعنى أساسًا بالوجود الإنساني وعلاقته بالعالم من حوله. وتعتبر الوجودية مجموعة من الاتجاهات الفكرية المتباينة التي تتناول مواضيع مثل الحياة، الموت، المعاناة، والألم. ورغم ذلك، فإن الوجودية لا تشكل نظرية فلسفية واضحة المعالم بسبب تذبذب أفكارها وافتقارها إلى وحدة ثابتة.


التأسيس وأبرز الشخصيات

يرى المفكرون الغربيون أن الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجورد (1813 – 1855م) هو مؤسس المدرسة الوجودية. من أهم مؤلفاته كتاب "رهبة واضطراب"، الذي يعبر فيه عن بعض مبادئ الوجودية.

أما أشهر زعماء الوجودية المعاصرين، فهم:

  • جان بول سارتر (1905م): الفيلسوف الفرنسي الذي يعتبر من أشهر المنظرين للوجودية الملحدة. له العديد من الكتب مثل "الوجودية مذهب إنساني" و**"الوجود والعدم"**.

  • القس كبرييل مارسيل: الذي ربط بين الوجودية والمعتقدات المسيحية، مؤمنًا بعدم التناقض بين الوجودية والنصرانية.

  • كارل جاسبرز: الفيلسوف الألماني الذي ساهم في بلورة أفكار الوجودية.

  • باسكال بليز: مفكر وفيلسوف فرنسي.

  • في روسيا: بيرد يائيف، شيسوف، وسولوفييف.


الأفكار والمعتقدات الأساسية

  1. الوجود والحرية الشخصية:

    • الوجوديون يؤمنون بأن الإنسان هو الكائن الذي يحدد وجوده وتوجهاته. بمعنى آخر، الوجود الإنساني سابق لماهيته، وأن الإنسان هو من يخلق معاني حياته.

    • يعتقدون أن الإنسان هو المسؤول عن تحديد معايير حياته وأهدافه دون توجيه من قوى خارجية مثل الدين أو المجتمع.

  2. الإلحاد ونفي الغيبيات:

    • يرفض الوجوديون الأديان والغيبيات وكل ما يتصل بالقوى السماوية، معتبرينها عوائق أمام تقدم الإنسان.

    • يتبنون الإلحاد كركيزة أساسية في فلسفتهم، ويرون أن الدين مجرد خرافات لا تفيد الإنسان في إيجاد معنى لوجوده.

  3. القلق والضيق:

    • يعتبر الوجوديون أن الإنسان يعيش في حالة دائمة من القلق، الضيق، والإحباط بسبب غياب يقين ثابت أو غاية محددة لوجوده.

    • يرون أن الوجود الإنساني مجرد تجربة عابرة في عالم خالٍ من الهدف النهائي، مما يؤدي إلى حالة من العدمية.

  4. الحرية المطلقة:

    • يؤمن الوجوديون بحرية الإنسان المطلقة، حيث يمكنه أن يتخذ قراراته ويحدد مسار حياته بنفسه دون أن يكون محكومًا بأي قوانين خارجية.

    • هذه الحرية قد تؤدي إلى فوضى خلقية وانحلال اجتماعي، حيث أن الإنسان حر في اتخاذ أي موقف أو سلوك دون أي اعتبارات دينية أو اجتماعية.

  5. الوجودية الملحدة والوجودية المؤمنة:

    • يوجد نوعان من الوجودية: الوجودية الملحدة (التي ترفض الدين بالكامل) والوجودية المؤمنة (التي ترى أن الدين يمكن أن يتناغم مع بعض مبادئ الوجودية).

    • أغلب الفلاسفة الوجوديين المعاصرين يتبنون المذهب الملحد.


الجذور الفكرية والعقائدية

الوجودية نشأت كرد فعل ضد الكنيسة والسلطة الدينية التي كانت تفرض قيودًا على حرية التفكير في العصور الوسطى. تأثرت بشكل كبير بـ:

  • العلمانية التي ظهرت مع النهضة الأوروبية.

  • الفلسفة السقراطية (التي كانت تدعو لمعرفة الذات).

  • الرواقيون الذين أكدوا على سيادة النفس.

  • الحركات الإلحادية والإباحية التي رفضت القيم الأخلاقية التقليدية.


الانتشار والمواقع الجغرافية

ظهرت الوجودية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ثم انتشرت إلى فرنسا وإيطاليا وغيرها من البلدان. وقد استخدم الفلاسفة الوجوديون بشاعة الحروب كحجة لتفسير معاناة الإنسان ووجوده في هذا العالم الفوضوي.

انتشرت هذه الأفكار في العديد من البلدان الغربية مثل فرنسا، ألمانيا، السويد، النمسا، إنجلترا، والولايات المتحدة، وركزت على حرية الإنسان المطلقة وتحطيم القيود الاجتماعية والأخلاقية. هذا الانتشار ساهم في ظهور الفوضى الخلقية والإباحية الجنسية في العديد من المجتمعات.


الوجودية والإسلام

تختلف نظرية الوجودية بشكل كامل عن رؤية الإسلام للوجود. حيث:

  • في الإسلام، هناك وجود زمني (في عالم الشهادة) ووجود أبدي (في عالم الغيب). الموت ليس النهاية بل هو بداية للحساب والجزاء.

  • بينما الوجودية ترى العالم مجرد صدف بلا غاية واضحة، ويعتبرون الحياة سخفًا يؤدي في النهاية إلى القلق والانتحار.


الخاتمة

الوجودية هي مذهب فلسفي إلحادي يعتمد على الحرية الفردية والتمرد على القيود الاجتماعية والدينية. لكن رغم ما تقدمه من "حرية" للفرد، فإنها تؤدي إلى القلق والضياع. في المقابل، الإسلام يقدم رؤية أكثر توازنًا للوجود البشري، حيث ينظر إلى الحياة كمرحلة مؤقتة لها غاية أبدية وراءها.


مراجع للتوسع:

  • الوجودية وواجهتها الصهيونية، د. محسن عبد الحميد.

  • مباحث في الثقافة الإسلامية، د. نعمان السامرائي.

  • سقوط الحضارة، كولن ولسن.

  • دراسات في الفلسفة المعاصرة، د. زكريا إبراهيم.

  • الوجودية المؤمنة والملحدة، د. محمد غلاب.

  • عقائد المفكرين في القرن العشرين، عباس محمود العقاد.

  • المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها، د. عبد الرحمن عميرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق