شعب مستأنس ووحش ضاري
معظم الكتب التي انتشرت في الآونة الأخيرة كلها تتحدث عن تجارب نجاح لأكثر من 25 شخص مشهور عالميا وكيف توالت النجاحات حتى أصبحت كيان كامل متماسك يتخلله القوة اللازمة لمتابعة السير ولكن العظة الجميلة من هذة القصص كانت في فشل معظم هؤلاء المشاهير في بداية حياتهم المهنية والعملية وكيف استمروا في المحاولة ثم المحاولة حتى حققوا أهداف جيدة كما أن أهم عظة تؤخذ من ذلك هي أن النجاح ليس لة ميعاد ولا زمان ولا مرحلة عمريه معينة فهناك الكثيرون الذين أصبحوا على قمة النجاح بعد سن الخمسين والستين وهذا يوحى دائما بان من يحاول أكثر ويتمسك أكثر سيصل إلى مبتغاة وهدفه في النهاية مادمت قد فكرت وخططت جيدا واتبعت طريق الاجتهاد وعدم الكسل سيتحقق النجاح دائما وليس العيب أن يغير الإنسان اتجاهاته وأفكاره حسبما تتطور الحياة فما كان صح في يومنا هذا ربما يكون مشكوك فية غدا والفكرة التي تصلح لمثل هذا الزمان تصبح بالية بعد انقضاء بعض الوقت وتغير متطلبات الحياة والمجتمع
الفرق كل الفرق بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الأوروبية والأمريكية سبب تقدمهم هو الاقتناع والتفكير والتحليل لاى فكرة مهما كانت بسيطة أو صغيرة في مجتمعنا المصري تحديدا تتكدس الآلاف من الاختراعات على الأرفف ولا يمكن تنفيذها وإخراجها إلى واقع الحياة لنتطور ونتسيد بها وأكثر تعليق لا يوجد ميزانية لتنفيذها ومن يرغب فعلية تنفيذها على حسابه الشخصي بينما بالخارج لو جاء احدهم بفكرة بسيطة لتطوير أداة أو جهاز معين تبحث للوصول إلى ماهية استخدامها وإذا كانت مطلوبة أو ستغير وستفيد الواقع العملي للمجتمع يتم تنفيذها فورا
هل تعلم أن أول بندقية اتوماتيكية إطلاق الرصاصات تم تصنيعها في أوروبا الوسطي وتم تهريب نماذج تصنيعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتم تطويرها واستخدامها في الحرب العالمية الثانية لتقتل الآلاف من البشر ومن يومها وحتى الآن أصبحت الولايات المتحدة من اكبر وأشرس الدول في تصنيع السلاح عالميا ويمثل السلاح دخل اقتصادي ضخم يجعلها قوية لبيعه للدول الأخرى أو لمجرد امتلاكها أحدث الأسلحة بينما مصانعنا الحربية في مصر تصنع لنا اوانى الطهى وعدادات الكهرباء وتطور بعض الأسلحة المستوردة لتكلفنا أكثر من ثمن السلاح الاصلى عند استيراده وهذا هو الحال في كل إدارة أو وزارة مصرية كل التطور والتقدم نسمعه دائما في المؤتمرات واللقاءات الوزارية بكلمات كبيرة وضخمة ولها جمال يسحر الأذن ويجعلك تحس أننا نعيش في الجنة وأكثر جملة تنفرني وتجعل اذناى تطول مثل الحمار الجميل هي جملة دفع عجلة الاستثمار ولهم الحق فمن اجل دفع عجلة الاستثمار لابد من بيع 150000 فدان في توشكي لصالح الأمير الوليد بن طلال الملياردير برخص قشر البصل مع إعطاءه كل امتيازات مياه النيل وتصدير الإنتاج الزراعي إذا تفضل علينا وزرع الأرض أصلا وأيضا من اجل دفع عجلة الاستثمار يتم بيع مصانع قطاع الأعمال العام لصالح مستثمرين هنود وأجانب لتشغيلها كما يرغبون وتصدير منتجاتها كما يرغبون في الوقت الذي لو حسبنا ثمن معدات المصانع فقط سنجدها توازى القيمة التي دفعت ولا عزاء لشعب مصر وكيف سيكون لة عزاء وهو الصامت المكمم الأفواه ويستمتع بمشاهدة أرضة واصولة تباع وتبدد لصالح الغير
الشعب دائما في اى مجتمع هو المسئول عن قدرة وليس القيادات قيادات اى مجتمع هي رؤوس تدير الحال ولكن الشعب الذي يعي حقوقه وواجباته التي خلقه اللة بها ليستخدمها ويستفيد بها هو من يحقق أفضل حياة وأول هذة الحقوق هي الحرية اللة سبحانه وتعالى خلق الناس أحرار فلماذا نصمت ونترك حالنا لإنسان مثلة مثل اى شخص بتقيد هذا الحق فالحرية هي الحق الذي ينبعث منة كل الحقوق ولابد لكمال واستقرار ونماء اى مجتمع أن يكون أفراده أحرار ليعبر كل شخص عن نفسة ولينتح اى شخص اى شئ نافع لنفسه وأهلة ومجتمعة وما نراه في المجتمع المصري والعربي ليس بجديد ولا غريب فقاده ورؤساء دولنا ليسوا بخاطئين فهم يقمعون الحريات للحفاظ على أماكنهم ومناصبهم ولكن العيب دائما على المجتمع الذي لا يفهم قوته الكامنة بتعدد أفراده فلو تحرك المجتمع لن يستطيع اى شخص ولا جيش أن يوقفه ولن يحدث ذلك قبل أن يتحرر الشخص الفرد داخل المجتمع من قيوده التي صنعها لنفسة وأغلق على عقلة كل باب دون أن يفكر أو يحلم أو يحاول حتى أن يحلم بتغير أوضاعة فكيف يتغير وهو تابع لاى قرار من حكومته وكيف لا يهتف ويصفق على كلمات تافهة لاى مسئول في وزارته ولكن مجتمعنا الذي حارب الاحتلال ومهد المجتمع لقيام انقلاب عسكري سمي فيما بعد ثورة يوليو ليحكم مصر أفراد من أبنائها ولكنها كانت النكبة الكبرى فلم يتحرر المجتمع من العبودية والقهر بل زاد وتغطرس ولأن من يحكم الآن من أبناء الوطن فهو يعلم ويفهم الكيان المصري تماما ومن هنا استطاع أن يلاعب المجتمع بالعصا التي لا يستطيع مقاومتها ألا وهى لقمة العيش فانا اعتقد وأنا احد أفراد المجتمع المطحونين بان معظم المجتمع المصري جوعان ويلهث وراء لقمة العيش وليس لدية القوة ولا الكفاءة للتفكير في تغير اى شئ مع العلم أن التغير هو ما سيؤدى إلى تعديل وتطوير المجتمع فكل الكيان المسيطر منذ عشرات السنين على الحال السياسي والمجتمعي في مصر لم يتغير ويتطور منذ صعد سلم السلطة وتمسك بها ولن يتغير فهو بقى يستزيد ويتفحل حتى تضخمت آذانه وضاقت أعينة عن أن يرى أو يسمع الفقر والجهل والبطالة وضيق الحال في مصر وهذه ليست مشكلته إنما مشكلة من سمح لة بالأكل والشرب وقتما يريد دون أن يلحظ أن كرشة يكبر ويتكور ليضيق المساحة على الشعب وعندما يحاول حتى الخروج والهرب إلى صحراء الوطن ليخلق لنفسة حياه جديدة لا يقبل هذا الكرش إعطاءه الفرصة لان هذا يعنى أن يقطع من منافعه جزء لتمهيد طريق للسير فية نحو الصحراء ولكنة يتغاضى ويتمايل ويهرش خلف أذنه عندما يرى احد الاكراش الصغيرة يجلس ويتربع على نصف الصحراء وحدة ويبدأ في بيعها ثانيا لأفراد شعب مقهور باع كل ما يملك من اجل أن يعيش
وكل هذا بسبب من ولمن ومن المسئول ومن الذي يلام دائما هو الشعب هو المجتمع الذي استأنس وحش ضاري في بيته و أواه وأطعمة حتى تفحل ونمت أظافره وأنيابه ليكسر البيت ويقتل أول ما يقتل من أواه واستأنسه ألا وهو الشعب المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق