Breaking

السبت، 12 أبريل 2025

الماسونية: أسرارها وأهدافها المظلمة

الماسونية: أسرارها وأهدافها المظلمة

الماسونية، تلك المنظمة التي يكتنفها الغموض وتحيط بها الأساطير، تعتبر واحدة من أكثر الحركات المثيرة للجدل في التاريخ. أُطلق عليها اسم "البناؤون الأحرار" أو Freemasons، وهي في جوهرها حركة سرية تأسست في العصور الوسطى، مع جذورٍ تمتد إلى أعماق التاريخ الغربي. ولكن ما وراء هذا الاسم؟ ما هي أهدافها الحقيقية؟ هل هي مجرد جماعة اجتماعية أم أنها تحرك خيوط السياسة والاقتصاد العالمي؟

تاريخ الماسونية وأهدافها الغامضة

الماسونية الحديثة تأسست في القرن الثامن عشر، وتحديدًا في عام 1723، على يد جيمس أندرسون الذي وضع ما يُعرف بـ"دستور الماسونية". هذا الدستور نظم عمل المحافل الماسونية وأسّس قاعدة لآلية قبول الأعضاء الجدد، وهو ما جعل المنظمة أكثر تنظيمًا وانتشارًا. لكن وراء هذه البنود التنظيمية، يكمن هدف أكبر وأكثر تعقيدًا – وهو السيطرة على العالم من خلال التلاعب بالاقتصاد والسياسة.

شروط العضوية: أكثر من مجرد إنضمام إلى منظمة

الانضمام إلى الماسونية ليس بالأمر البسيط. يتطلب الأمر أكثر من مجرد رغبة في المشاركة في نشاطات اجتماعية. يجب أن يكون العضو شخصًا بالغًا، يتسم بالسمعة الطيبة، ويؤمن بوجود خالق أعظم. لكن ليس هذا كل شيء، فهناك شروط أخرى تستدعي أن يكون العضو متعلمًا ولديه مستوى معين من الوعي الأكاديمي. والشرط الأهم هو أن يتم تزكيته من قبل شخصين ماسونيين، ما يضيف بعدًا آخر للسرية والاختيارات المشروطة.

المسألة اليهودية في الماسونية: حركة صهيونية في ثوب جديد؟

الحديث عن الماسونية يأخذ بعدًا أكثر إثارة للجدل عندما يرتبط باليهودية. هناك من يرى أن الماسونية ما هي إلا واجهة لحركة صهيونية، تهدف إلى تمكين اليهود من السيطرة على العالم. بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، حيث يعتقدون أن هذه المنظمة تقف وراء نشر الفساد والإباحية في المجتمعات من خلال توجيه النخب الحاكمة والمؤثرة في السياسة والاقتصاد.

النظرة الدينية: الماسونية والإسلام والمسيحية

تواجه الماسونية معارضة شديدة من قبل الأديان الكبرى، وعلى رأسها الإسلام والمسيحية. في المسيحية، أُعلن صراحة من قبل يوحنا بولس الثاني في 1983 أنه لا يمكن للمرء أن يكون ماسونيًا وكاثوليكيًا في نفس الوقت. أما في الإسلام، فقد حذر الأزهر الشريف من الماسونية، مشيرًا إلى أن من يتبعها قد ينحرف عن دينه تدريجيًا، بل قد يصل إلى حد الردة.

الماسونية والولايات المتحدة: تأثير غير مرئي

الماسونية ليست مجرد حركة محلية في أوروبا، بل تمتد تأثيراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان العديد من مؤسسي الدولة ورؤسائها ماسونيين، مثل جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين. يُعتقد أن هذه المنظمة كانت تلعب دورًا في تشكيل السياسات الأمريكية، بل وفي صياغة دستورها، مما يثير تساؤلات حول حجم تأثيرها في السياسة العالمية.

الماسونية والعالم العربي: التهديد المستمر

على مستوى العالم العربي والإسلامي، تتزايد التحذيرات من الماسونية، خاصة بعد أن أصدرت جامعة الدول العربية في 1979 قرارًا يعتبر الماسونية جزءًا من المشروع الصهيوني. في هذا السياق، يُنظر إليها على أنها حركة تسعى إلى نشر النفوذ الإسرائيلي وزعزعة استقرار العالم العربي.

خاتمة: الماسونية في طي النسيان أو على طريق السيطرة؟

الماسونية تبقى لغزًا محيرًا في تاريخ البشرية. بين من يرى فيها حركة خدمية تهدف إلى الخير العام، ومن يراها منظمة تهدف إلى الهيمنة على العالم، يبقى السؤال الأهم: ما هو الغرض الحقيقي وراء هذه المنظمة؟ هل هي مجرد مجموعة من الناس تجمعهم مصالح مشتركة؟ أم أنها القوة الخفية التي تتحكم في مجريات الأمور خلف الأضواء؟


في النهاية، لا يمكن تجاهل دور الماسونية في تشكيل التاريخ السياسي والاقتصادي للعديد من الدول، خاصة تلك التي تشهد صراعات جيوسياسية كبيرة. يبقى العديد من الأسئلة بلا إجابة، ويبقى الماسونيون يديرون محافلهم بعيدًا عن أعين الناس، محافظين على أسرارهم بعيدًا عن فطنة المتابعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق