Breaking

الأربعاء، 23 أبريل 2025

تعريف الناصرية والتيار الناصري

تعريف الناصرية والتيار الناصري

الناصرية هي إيديولوجية سياسية عربية اشتراكية وطنية تُستمد من أفكار جمال عبد الناصر، أحد القادة الرئيسيين لانقلاب الجيش المصري في عام 1952 ضد الملك فاروق. تجمع هذه الإيديولوجية بين الاشتراكية العربية، والجمهورية، والقومية، ومناهضة الإمبريالية، إلى جانب تعزيز التضامن بين الدول النامية وعدم الانحياز. خلال الخمسينيات والستينيات، كانت الناصرية من أبرز الأيديولوجيات السياسية في العالم العربي، وخاصة بعد أزمة السويس عام 1956 التي صُوِّرت كنتيجة سياسية لصالح الناصرية وهزيمة كبيرة للقوى الإمبريالية الغربية. تأثرت الحركات المناهضة للاستعمار في إفريقيا والعالم الثالث بتوجهات ناصر.

ومع هزيمة العرب في حرب الأيام الستة عام 1967، تضرر موقف عبد الناصر والأيديولوجية الناصرية. وبعد وفاة عبد الناصر في 1970، قام الرئيس أنور السادات بتعديل بعض المبادئ الناصرية وتخلى عن البعض الآخر في ما يُسمى "ثورة التصحيح" والسياسات الاقتصادية اللاحقة. في عهد الرئيس حسني مبارك، تم استبدال معظم البنية الاشتراكية بسياسات نيوليبرالية متناقضة مع المبادئ الناصرية، كما تم التقارب بشكل أكبر مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

الناصرية كحركة إيديولوجية

الناصرية تجمع بين عدة مكونات فكرية، من أبرزها:

  1. الاشتراكية العربية: التي تميزت برفض الرأسمالية الغربية والشيوعية، حيث كانت تسعى لتقديم نموذج خاص بالمنطقة العربية يركز على العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

  2. القومية العربية: وهو التأكيد على وحدة العرب في إطار سياسة تحررية من الهيمنة الاستعمارية.

  3. عدم الانحياز: من خلال تعزيز سياسة الحياد بين القوى الكبرى، التي تبناها عبد الناصر جنبًا إلى جنب مع دول مثل الهند ويوغوسلافيا.

  4. مناهضة الإمبريالية: عبد الناصر كان حليفًا بارزًا في مقاومة الاستعمار الغربي، وخاصة ضد الهيمنة الغربية على العالم العربي.

على الرغم من مواقف الناصرية العلمانية، كانت هناك علاقة مع القيم الدينية والثقافية العربية، لكنها تميزت بالابتعاد عن التأثيرات الدينية في السياسة مقارنة بالحركات الإسلامية. كما شهدت الناصرية صراعات مع الحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين بسبب التوجهات العلمانية للأيديولوجية الناصرية.

التيار الناصري

التيار الناصري لم ينتهِ بعد وفاة عبد الناصر. فقد استمر في التأثير على حركات عربية عدة، حتى خارج مصر، مثل حركة المرابطون في لبنان وتنظيم الشاسي الناصري في صيدا. وكذلك استمر في دعم حركات التحرر في العالم الثالث، مثل تقديم الدعم لحركات التحرير في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

أما على الساحة السياسية، فقد شهدت الناصرية تحولًا في الخطاب في سياقات عدة، من كونها حركة تحديث إلى أن أصبحت موقفًا ذهنيًا يتبنى الأساليب الجذرية والانتقائية. ولا تزال الناصرية تمثل إيديولوجية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، وإن كان تأثيرها قد تضاءل مع مرور الوقت في ظل الصعود الكبير للمصالح الاقتصادية والسياسية الجديدة في العالم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق