Breaking

الثلاثاء، 30 يونيو 2015

الغوغاء دائما

الغوغاء دائما


فيما مضى من مئات السنين، كان القيصر وحاشيته وفرسانه والسيناتورات يسمون عامة الشعب "الغوغاء".. وتم إطلاق تلك التسمية اعتباطاً، وإنما توصيف دقيق لوضعهم المادي والسياسي والاجتماعي، فعامة الشعب هؤلاء لا يملكون أراضي لزراعتها وان وجدت تكون بمساحات ضيقة جدا لا تكفي لإطعام أسرهم، وبالتالي كانوا دائما في احتياج وانتظار لعطايا القيصر أطال الرب عمره ومُجدت أسماؤه على جبين قتلاه أثناء الفتوحات الوحشية التي كان يقوم بها جيشه.. وعلى ما يبدو أن الاختلاف ما بين تشبيه الرومان لشعوبهم وتشبيه حكامنا العرب هو فقط المدة الزمنية ما بين الإمبراطورية الرومانية وإمبراطوريات وممالك الآن، فحتى الدول العربية التي تعلن أنها جمهورية ولديها برلمان نيابي منتخب مجرد شكل ولوجو وعلم، أما الواقع فهو مجتمع اقل من مجتمع الخمسة بالمائة أيام الملك فاروق، فحالياً لا يتعدى ثلاثة بالمائة من شعب مصرهم من يملكون ويتحكمون ويعيشون ويستمتعون بمصر، أما باقي الشعب، فهم من "الغوغاء" يتم التلاعب بأحلامهم وأفكارهم في كل مرحلة تبعا لقائد المرحلة والإمبراطور المتوج في شكل رئيس منتخب.. 

دائماً كانت النخبة المثقفة بعيدة وغير مؤثرة الا فكريا، أما الحراك السياسي وتغيير وجهات الدول وتوجهاته يتم بالسلاح والقوة والقتل والتعذيب والسجن، وهذا هو واقع الحال، النخبة المثقفة لا تملك الا أقلامها وأفكارها تطرحها دائما في محاولة لتوضيح الخطط والمؤامرات والترتيبات التي تتم لتوجيه الشعب في قالب ما، وعندما يظهر تأثير احد هؤلاء المثقفين، لابد من تجهيز "خية محكمة" لإبعاده عن المشهد تماما حتى ينفض عنه كل مؤيد أو مقتنع أو محب، وبالتالي لا يبقى الا المسيسون و المهمشون والتابعون فيمكن السيطرة عليهم وحكمهم بسهولة مع إيضاح أن هذا لصالحهم، ولا حياة لمن تنادي في أعماق الصحراء الغربية بمصر، فلا جحافل البدو سيسمعون ولا مقيمين القصور والفيلات الفخمة في القاهرة سيحسون.

المركز، الشرف، الدنيا .. بالفلوس..... ادفع يدفع لك العالم...
إمضاء.. محفوظ عبد الدايم ..
من فيلم القاهرة 30 اللي هو كان في الأصل اسم الرواية القاهرة الجديدة وتم تغير اسم الفيلم من الرقابة في وقتها إلى القاهرة 30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق